كانت للرسول نفسه (ص) وكل معاني المولى مختصرة محتصرة في ثلاثة هي الحب والنصرة والأولوية فاعلة ومفعولة.
ذلك ، وهذا المقطع من خطبة الغدير ينقله أربع وستون من علماء الفريقين : «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى ، قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه» (١) مما يختص المولى بالأولى كما الرسول (ص) دون ريب.
ونكران معنى الأولى للمولى نكران لرأس الزاوية من معانيها اللغوية الثلاثة ، واستنكار لاستعمالها فيها في القرآن كرارا عدة (٢) نقمة لاغية من
__________________
ـ الغدير لو لا المولي فيها هو الأولى لما صحت هذه الاحتجاجات وقوبلت بالاعتراض أو التشكيك وإلى غير هذه من قرائن متصلة ومنفصلة.
(١) وهم احمد بن حنبل ـ ابن ماجة ـ النسائي ـ الشيباني ـ أبو يعلي ـ الطبري ـ الترمذي ـ الطحاوي ـ ابن عقدة ـ العنبري ـ أبو حاتم ـ الطبراني ـ القطيعي ـ ابن بطة ـ الدار قطني ـ الذهبي ـ الحاكم ـ الثعلبي ـ أبو نعيم ـ ابن السمان ـ البيهقي ـ الخطيب ـ السجستاني ـ ابن المغازلي ـ الحسكاني ـ العاصمي ـ الخلعي ـ السمعاني ـ الخوارزمي ـ البيضاوي ـ الملّا ـ ابن عساكر ـ أبو موسى ـ أبو الفرج ـ ابن الأثير ـ ضياء الدين ـ قزاوغلي ـ الكنجي ـ التفتازاني ـ محب الدين ـ الرصابي ـ الحمويني ـ الإيجي ـ ولي الدين ـ الزرندي ـ ابن كثير ـ الشريف ـ شهاب الدين ـ الجزري ـ المقريزي ـ ابن الصباغ ـ الهيثمي ـ الميبدي ـ ابن حجر ـ اصيل الدين ـ السهمودي ـ كمال الدين ـ البدخشي ـ الشيخاني ـ السيوطي ـ الحلبي ـ ابن باكثير ـ السهارنيوري ـ ابن حجر المكي.
(٢) جاء لفظ الولي والمولي في آيات عدة بمعنى الأولى منها قوله تعالى : «فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» (٥ : ٥٥) حيث المولى هنا لا تتحمل المحب والمحبوب ـ أو الناصر والمنصور ، انما هي الأولى بهم وكما نص عليه من المفسرين والأدباء جمع غفير ، فسبعة وعشرون منهم حصر معناها هنا بالأولى ، وخمسة عشر منهم جعلها المعنى الأولى ، ومنها «إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ـ