اجل ليس المخاطبون الفرق الكتابية في زمان واحد ، فإن كل شرعة من الخمس تحلق على كافة المكلفين في زمنها ، دون أن تعدوا شرعة إلى زمن أخرى اختلاقا للاختلاف المرفوض في دين الله حيث (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ...) (٤٢ : ١٣).
ومهما كان الدين في أصله واحدا ولكن شرائع الدين تختلف في بعض الطقوس والشكليات ، فلو أن شرائع الدين كانت متحكمة في كل زمان لكان الاختلاف لزاما للديّنين ، رغم أن الوحدة هي المقصودة دون خلاف : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ. إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ...) (١١ : ١١٩).
ولو صح تقارن الشرائع لبطلت الدعوة القرآنية الموجهة إلى أهل الكتاب بل وسواهم لو كانوا مؤمّرين بشرعة الدين المحكّمة عليهم من ذي قبل ، وبطلت الدعوة الإنجيلية الموجهة إلى اليهود وسواهم ، وبطلت الدعوة التوراتية.
فالشرائع الخمس على مدار الزمن الرسالي في ولاية العزم الرسولي ، كلّ متحكم لردح من الزمن دون أي تقارن.
(لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً ..).
وهل ان ضمير الجمع المكرر مرات تسع يعني كل واحد من المكلفين؟ (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) (٣٢ : ١٣) تحيله!.
أم يعني الأمم الكتابية الحاضرة زمن الخطاب؟ ولا أممية كتابية في زمان واحد ، وليس الجعل الرباني لكل شرعة ومنهاج إلّا لردح خاص من الزمن إلّا الشرعة الأخيرة!.
أم يعنيهم على مدار الزمن الرسالي خطابا على وجه القضايا الحقيقية؟ وخطاب الماضين من الأمم لا طائل تحته!.