الأصل دون قولة الأدباء ، فكل أدب خالف القرآن من أي اديب ، هو غير أديب.
ثم هذه الآية ـ وبعد تأصيل إقامة الكتاب ـ ترفض تأثير الأسماء ، فإنما هو الإيمان والعمل الصالح من أيّ كان مسلما أو يهوديا أو صابئيا أو نصرانيا ، وفي ذكر «الصابئون» خلال الكتابيين الرسميين ، ولا سيما بالرفع اللّامح إلى الاستقلال ، ضربة قاسية قاضية على الأسماء الخاوية ، تأصيلا لواقع الإيمان وعمل الصالحات.
ثم «من آمن ..» إضافة إلى طرد المنافقين عن دور النجاة تبين أن الإيمان الأصيل أيضا لا يكفي ، وإنما الظاهر في عمل الصالحات ، ولم يقل «منهم» لكي تشمل هذه الضابطة مع المذكورين هنا كل من يحمل هذه المواصفة.
(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ)(٧٠) :
(لَقَدْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ) وهو طليق الميثاق على الإيمان توحيدا : (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ ..) (٢ : ٨٣) و (لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ) (٧ : ١٦٩) و (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) (٢ : ٦٣) فعامّة الميثاق وخاصته عليهم هي الميثاق في أصول الدين وفروعه التي يجمعها (وَأَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً) يحملون كل رسالات الله المأخوذ عليهم ميثاقها.
ولكنهم خالفوه إلى أهواءهم تبديلا لميثاق الهدى إلى ميثاق الهوى : (كُلَّما جاءَهُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُهُمْ) من رسالات الله ورسله (فَرِيقاً كَذَّبُوا وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ).
فالرسالة المرضية عندهم هي رسالة الهوى وليست رسالة الهدى إذ لا