الملتحقين بهم قضية الخلفية الصالحة لهذه الاستشعارات والقيامات ، لأصبحوا أصحاب طاقات في كافة الحيويات الإسلامية ، علمية ـ عقيدية ـ خلقية ـ سياسية ـ اقتصادية وحربية أماهيه من قيامات فيها قوامات لدولة موحدة إسلامية سامية تستقل أمام سائر القدرات التي امتلكت الأرض بمن عليها.
(ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) ولعلمه المحيط بكل شيء يريد ليجعلكم تحيطون على مختلف الطاقات نتيجة ذلك المؤتمر ، فليعلموا أنه تعالى يعلم طبائع الإنسان بسؤله أيا كان فيقرر شرعته تلبية لكل سؤل له صالح وزيادة لا يعلمها إلّا الله.
وقد تلمح «لتعلموا» هنا أن الحج يضمن في مشاعره كل جنبات شرعة الله فقد قال الله فيه بصورة مجملة وإشارات عملية كل ما أراد أن يقوله لكافة المكلفين إلى يوم الدين.
ذلك ، فقد «فرض عليكم حج بيته الحرام الذي جعله قبلة للأنام ، يردونه ورود الأنعام ، ويألهون إليه ولوه الحمام ، وجعله سبحانه علامة لتواضعهم لعظمته ، وإذعانهم لعزته ، واختار من خلقه سمّاعا أجابوا إليه دعوته ، وصدقوا كلمته ، ووقفوا مواقف أنبيائه ، وتشبهوا المطيفين بعرشه ، يحرزون الأرباح في متجر عبادته ويتبادرون عنده موعد مغفرته ، جعله سبحانه وتعالى للإسلام علما ، وللعائدين حرما ، فرض حقه ، وأوجب حجّه ، وكتب عليكم وفادته فقال سبحانه : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) لخطبة ١ / ٣٥).
«ألا ترون أن الله سبحانه اختبر الأولين من لدن آدم صلوات الله عليه إلى الآخرين من هذا العالم بأحجار لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تسمع ، فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياما ، ثم وضعه بأوعر بقاع الأرض