قد تشمل (بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) إحسانا في هذه الخمس وما بعدها ، ابتداء بترك أدنى إساءة «أف أو نهر» فسائرها أولى بالترك ، ثم القول الكريم ، ثم الفعل الكريم (وَاخْفِضْ لَهُما) ومن ثم دعاء كريم (رَبِّ ارْحَمْهُما ...) وهذه في تضيق أخلاقهما إن كبرا عندك ، فما ذا بعدوهما في حالة الاستغناء عنك والحنان عليك؟.
(فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ) ... وهو ادنى العقوق (١) .. وفي «أف» وجوه لفظية عشرة (٢) هذا أوجهها قضية كتبها في تواتر القرآن فلا يصغى الى صيغ اخرى ، كما لها وجوه معنوية ست (٣) يجمعها اظهار التضجر وكما في
__________________
(١) الدر المنثور ٣ : ١٧١ عن عائشة قالت قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ...
وفي نور الثقلين ٣ : ١٤٩ عن اصول الكافي باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ادنى العقوق أف ولو علم الله شيئا أهون منه لنهى عنه وفي حديث آخر عنه (عليه السلام) ومن العقوق ان ينظر الرجل الى والديه فيحد النظر إليهما.
وفيه عن أبي المأمون الحارثي قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال : من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره ـ الى ان قال ـ : وإذا قال له أف فليس بينهما ولاية.
(٢) تفسير الفخر الرازي ج ٢٠ ص ١٨٨ ـ قال الزجاج فيه سبع لغات : كسر الفاء وضمها وفتحها ، منونا وسواه ، والسابعة «أفي» وذكر ابن الانباري نقلا عن الزجاج ثلاثة وجوه اخرى (إفّي) بكسر الالف وفتح الفاء و (أفه) بضم الالف وإدخال الهاء و (أف) بضم الالف وتسكين الفاء.
قرء ابن كثير وابن عامر بفتح الفاء من غير تنوين ، ونافع وحفص بكسر الفاء والتنوين ، والباقون بكسر الفاء من غير تنوين ، وكلها لغات وعلى هذا الخلاف في الأنبياء (أف لكم) وفي الأحقاف (أف لكما).
أقول فهذه عشرة كاملة هي : «إف أف ـ أف ـ إف ـ أفي ـ أفة ـ أف» وقد ذكرها ابن منظور الافريقي في لسان العرب ج ١ ص ٧٣.
(٣) وهي : الوسخ الذي حول الظفر والتف الذي في الظفر ـ وسخ الاذن والتف وسخ ـ