الفارسية (أه) (أو) والحق أنها لا تعني إلا ما تعنيه صيغة اللفظ وأصله نفخك للشيء يسقط عليك من تراب او رماد ، وللمكان تريد إماطة الأذى عنه.
ثم الاف منها لفظي ومنها نظرة بغضاء أو حركة او كتابة ام ماذا؟ وكما يروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ما أباه من حد اليه الطرف» (١).
فالأفّ وهي أدنى العقوق تشير الى أدناه في لفظة او لمحة ام ماذا من مظاهر التضجر دون اختصاص.
وإذا يحرم ان تقول لهما «أف» فباحرى ان تنهرهما او تسبهما او تضربهما ، ولأن الاف قد ينتهي الى النهر يثنيه ب :
(وَلا تَنْهَرْهُما) زجرا بالصياح ورفع الصوت عليهما والإغلاظ في القول حيث يشي بالإهانة وسوء ادب ... لا ـ و ـ لا! وانما :
(وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً) : قولا يحمل إكرامهما وان ضرباك او أهاناك ، وكرم القول هو التوسع في عطوفته ولينته ، ومن العطف بهما أن تأمرهما بمعروف تركاه وتنهاهما عن منكر اقترفاه ، كأن يسيا إليك أم سواك ظلما ، وتراعي في كل ذلك أن «لا (تَقُلْ لَهُما أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُما) (وَقُلْ لَهُما قَوْلاً كَرِيماً).
__________________
ـ الإطفاء ـ الافف : الضجر والقلة ـ كلمة تضجر ـ جعل يتأفف من ريح وجدها ومعناه يقول : أف أف ـ ذكرها في لسان العرب والتفسير الكبير للفخر الرازي.
(١) الدر المنثور ٣ : ١٧١ ـ اخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب الايمان عن عائشة قالت قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ...
وفيه ٣ : ١٧٢ عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : ما من ولد بار ينظر الى والديه نظرة رحمة الا كتب الله له بكل نظرة حجة مبرورة. قالوا : وان نظر كل يوم مائة مرة؟ قال : نعم الله اكبر وأطيب.