وقد وصف داود وسليمان وأيوب بالاواب ، وبطبيعة الحال أو أب حفيظ (هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ) (٥٠ : ٣٢) فهم اوابون فيما قصروا ، دون تقصير ينافي العصمة ، والمقصرون كمن لم يراع حق الوالدين ليسوا من الأواب الحفيظ اللهم إلا في صلاح نفوسهم ، فهناك أواب صالح حفيظ نفسيّا وعمليا كأمثال داود وسليمان ، وهنا لك أواب صالح حفيظ نفسيا يتوب الى الله إصلاحا عمليا ، ومن ثم أواب غير صالح ولا حفيظ ، لم يعد الله له غفرانا اللهم إلا إذا آب وتاب صادقا واين أواب من أواب وغفران من غفران ، غفران يستر القصور ، وآخر فرضه الله على نفسه وثالث قد يكون من فضله ، وقد يشمل الأوابين الطوائف الثلاث مهما تصدرت الآية بالوسطى ، اللهم إلا الأوابين غير الصالحين الذين لا يتوبون إلا كالمستهزئين. إذ لا يرجعون في أوبتهم عما قصروا. ف «الأوابون هم التوابون المتعبدون» (١) ومن سننهم «الورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق الحديث وحسن الصحبة وطول السجود» (٢) والأوابون قوم خصوص حتى في صلاتهم (٣).
وهذه الآية هي الوحيدة حيث تحمل الأوابين بصورة عامة ، دون أواب حفيظ او أواب نبي ، وانما «الأوابين» فقط حيث تشملهما وغيرهما إذا كان صادقا في أوبته وتوبته.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٥٣ عن تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام). يقول في الآية : هم ...
(٢) المصدر عنه (عليه السلام) قال : يا أبا محمد عليكم بالورع و... وكان ذلك من سنن الأوابين.
(٣) المصدر هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من صلّى اربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة قل هو الله احد كانت صلاة فاطمة (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي صلاة الأوابين.