(رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ (١) تَكُونُوا صالِحِينَ فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً)(٢٥).
قد تعني الآية الإجابة عما ربما يتقول : أننا في نفوسنا صالحون فما ذا علينا في «أف» او «نهر» ام ماذا من جوارح الجوارح وجاه الوالدين؟ ما دامت نفوسنا صالحة لا تريد إلا الخير لهما؟.
والجواب : (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ) فلأن صلاح النفوس تتمثل في صلاح الأعمال فالمسيئ الى الوالدين ليس من الصالحين ، فهي ادعاء خاوية جوفاء أن صلاح النفس والنفس فقط هو المرغوب دون الجوارح في الأعمال!.
ثم واجابة ـ كما يعني ذيلها ـ عمن قصر في حقهما وهو صالح دون تقصد ، وانما تلفتّ دون تفلّت وعناد ، وانما خطأ جاهل دون فساد ناشئ من فساد النفس ، فالجواب (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صالِحِينَ) فمن الصالحين ـ حين يخطأ ـ أوّابون (فَإِنَّهُ كانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُوراً) ثم لا صالح يخطأ وليس من الأوابين ، اللهم إلا صالحا يدعي الصلاح ، وأنه أساء إليهما خطأ ، فلأنه ليس صالحا حتى يكون من الأوابين ، لم يكن الله ليغفر له هذه الإساءة.
والأوابون هم الراجعون الى الله دوما معتذرين عما قصروا او قصّروا ،
__________________
ـ وآله وسلّم) : لم تكن سيئة الخلق حين حملتك تسعة أشهر؟ قال : انها سيئة الخلق قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : لم تكن كذلك حين أسهرت لك ليلها واظمأت نهارها؟ قال : لقد جازيتها قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ما فعلت؟ قال : حججت بها على عاتقي قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ما جزيتها ولو طلقة.
(١) ان هنا ليست شرطيه حتى تختص علم الله بما في النفوس بما إذا كانت صالحة وانما هي وصليه.