ووصى فيها خيرا : «فاطمة بضعة مني وأنا منها فمن آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله» مؤنة مالية لكي تستغني هي وزوجها والأئمة من ولدها ، معونة في بث الرسالة الإسلامية ، ومعونة روحية تعرفها بها الأمة المرحومة.
وانه علي عليه السلام حيث آتى حقه من التربية في حضنه وحضانته لحد قال : ولدني رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وزوّجه بضعته فاطمة إذ لم يحق لها غيره ولم تحق له غيرها ، ثم آتاه حق الوصاية والخلافة (١)
كما وآتى عترته المعصومين حقوقهم أن جعلهم خلفائه من بعده تلو بعض (٢). إن ذوي القربى المأمور بايتائهم في القرآن كثير حيث يؤمر المكلفون بايتائهم والإنفاق عليهم ، ولكن ذي القربى المأمور بايتائه في أمر شخصي ليس إلا هنا وفي الروم : (فَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٣٠ : ٣٨)
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٥٣ في اصول الكافي بسند عن أبي عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) ثم قال جل ذكره : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) وكان علي (عليه السلام) وكان حقه الوصية التي جعلت والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة.
وفيه عن أبي الطفيل عن علي (عليه السلام) قال يوم الشورى : أفيكم احد تم نوره من السماء حين قال : وآت ذا القربى حقه والمسكين؟ قالوا : لا.
(٢) الدر المنثور ٣ : ١٧٦ ـ اخرج ابن جرير عن علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال لرجل من اهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال : نعم ـ قال : أفما قرأت في بني إسرائيل : (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) قال : وانكم للقرابة الذي امر الله ان يؤتى حقه؟ قال (عليه السلام) : نعم ورواه مثله الثعلبي عن السدي عن ابن الديلمي قال قال علي بن الحسين (عليه السلام) لرجل من اهل الشام (البرهان ٢ : ٤١٥ ـ ٣).