موضع ولم يتدل ببدن» (١) «وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أسري به الى السماء : «تقدم يا محمد! فقد وطئت موطئا لم يطأ ملك مقرب ولا نبي مرسل ...» (٢) فأين ملكوت من ملكوت! واين رؤية من رؤية واين معرفة من معرفة! فلم يدن احد ما دناه الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا جبريل الذي صاحبه في شطر من سراه (٣).
انه لم تكن سرى المعراج إلا تشريفا للرسول محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وللملائكة وسكان السماوات ولكي يريه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما أراه (٤) ويوحي اليه ما أوحاه.
__________________
ـ الدر المنثور (٤ : ١٥٨) : اخرج الخطيب عن انس قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لما أسري بي الى السماء قربني ربي تعالى حتى كان بيني وبينه قاب قوسين او ادنى لا بل ادنى ...».
(١). الاحتجاج للطبرسي في آية التدلي عن موسى بن جعفر (عليهما السلام.
(٢). تفسير القمي عن الصادق (عليه السلام.
(٣) في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آباءه عن علي (عليه السّلام) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث طويل يقول في آخره : فلما انتهيت الى حجب النور قال لي جبرئيل : تقدم يا محمد! ان هذا انتهاء حدي الذي وضعه الله لي في هذا المكان فان تجاوزته احترقت اجنحتي لتعدي حدود ربي جل جلاله فزج بي زجة في النور حتى انتهيت الى حيث ما شاء الله عز وجل في ملكوته فنوديت : يا محمد أنت عبدي وانا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل فانك نوري في عبادي ورسولي الى خلقي وحجتي في بريتي» (نور الثقلين ٣ : ١٢٥).
وفي اصول الكافي باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لما عرج برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) انتهى جبرائيل به الى مكان فخلى عنه فقال له : يا جبرئيل! تخليني على هذه الحال؟ فقال : امضه فو الله لقد وطئت مكانا ما وطأ بشر وما مشى فيه بشر قبلك «(نور الثقلين ٣ : ١٢٩).
(٤) في كتاب التوحيد للصدوق باسناده الى يونس بن عبد الرحمن قال : قلت لابي ـ