(وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ) بما يقدمون من وسائلها (وَيَخافُونَ عَذابَهُ) حيث يتحذّرون وسائله ، فالرجاء برحمة الله والخوف من عذاب الله كفتان متوازيتان لميزان الايمان و «ما من عبد مؤمن إلا وفي قلبه نوران نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا» (١) ف «من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا» (٢) و «من خاف الله أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء» (٣) «وإن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب الخائف الراهب» (٤) ومما حفظ من خطب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال : «يا ايها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين : بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه ، فليأخذ العبد المؤمن نفسه لنفسه ومن دنياه لآخرته وفي الشيبة قبل الكبر وفي الحياة قبل الموت فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلا الجنة والنار» (٥).
ليست الرجاء ان ترجو دون ترجّ ولا الخوف ان تخاف دون تخوف ، فلكلّ شرط يربطه دون هرج ومرج ف «من رجى شيئا عمل
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٧٦ في اصول الكافي بإسناد عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله (ع) قال قلت له : ما كان في وصية لقمان؟ قال : كان فيها الأعاجيب ، وكان اعجب ما فيها ان قال لابنه : خف الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال ابو عبد الله (ع) كان أبي يقول انه ما من عبد مؤمن ...
(٢) المصدر بإسناد عن أبي عبد الله (ع) ح ٣٦٢ و (٣) عنه ح ٢٦١ و (٤) عنه ح ٢٦٥.
(٥) المصدر ح ٢٦٦ بسند عن أبي عبد الله (ع) يقول : ان مما حفظ من خطب النبي (ص).