منها ـ كآية ـ مثلما أرسل بها الاوّلون ، حيث الرؤيا هي في المنام ولقد كانت له هناك الرؤية دون الرؤيا.
وإنما هي ما يروى عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة وأنزل الله في ذلك : (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ) «يعني الحكم وولده» (١) رآهم ينزون ... فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات وأنزل الله ...» (٢) وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «رأيت بني امية على منابر الأرض وسيمتلكونكم فتجدونهم أرباب سوء ... فانزل الله!
...(٣)وبذلك وردت متظافرة الروايات عن أئمة أهل البيت (عليهم
__________________
ـ فوصف لهم بيت المقدس وذكر لهم قصة العير فقال الوليد بن المغيرة هذا لساحر فأنزل اليه (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا ...).
واخرج ابن جرير عن قتادة في الآية يقول : أراه من الآيات والعبر في مسيره الى بيت المقدس ذكر لنا ان أناسا ارتدوا بعد إسلامهم حين حدّثهم رسول الله (ص) بمسيرة أنكروا ذلك وكذبوا به وعجبوا عنه وقالوا : أتحدثنا انك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة!
(١) الدر المنثور ٤ : ١٩١ ـ اخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر (رض) ان النبي (ص) قال ...
(٢) فيه اخرج ابن جرير عن سهل بن سعد (رض) ، قال : رأى رسول الله (ص) بني فلان ينزون ...
(٣) فيه اخرج ابن حاتم عن يعلى بن مرة (رض) قال قال رسول الله (ص) : ... وفيه اخرج ابن مردويه عن الحسين بن علي (رض) ان رسول الله (ص) أصبح وهو مهموم فقيل له : ما لك يا رسول الله (ص)؟ فقال : اني رأيت في المنام كان بني امية يتعاورون منبري هذا فقيل : يا رسول الله! لا تهتم فانها دنيا تنالهم فانزل الله (وَما جَعَلْنَا ...) واخرج مثله ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب فيه بدل «فقيل» ـ فأوحى الله اليه» انما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهي قوله : وما جعلنا ... «فتنة» يعني : بلاء للناس.