احتناكا لذرية آدم ، وانظار ثان منه الى يوم القيامة الكبرى ولا يحسب له حساب ، حيث الدولة الحقة الإلهية لا تفسح له مجالا فسيحا ولان الشيطان ربط احتناكهم إلا قليلا بإنظاره الى يوم الدين ، و (صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) فهذه تلميحة اخرى انه منظر الى يوم الدين.
ولماذا يربط احتناكه إلّا قليلا بذلك الإنظار وهو محتنك ذريته وان انظر ساعة؟ ... لأنّ «الا قليلا» لا يتحقق في حسابه الا في إنظاره إلى يوم الدين ، فلو انظر أقل منه فقد يتفلت كثير عن سلطانه فيما ليس له سلطان ، فهو بحساب كل زمان ومكان يحتنك ذريته إلّا قليلا حسب هذا المجموع ، فلو خرج شطر من زمان او مكان لاختل ميزان الشيطان ولم ينضبط في المجموعة «إلا قليلا» مهما انضبط بالنسبة للشطر الذي انظر فيه.
وقد ينصدم «إلّا قليلا» بزمن القائم المهدي (عليه السلام) والله العالم!
ثم الاحتناك قد يعني افتعالا من الحنك : لأقودنهم إلى المعاصي كما تقاد الدابة بحنكها ، غير ممتنعة على قائدها ، استيلاء عليهم وملكة لتصرفهم كما يملك الراكب الحمار حماره ، بثني العنان تارة وبكبح اللجام أخرى.
أم يعني : لألقين في إحناكهم حلاوة المعاصي حتى يستلذوها ويرغبوا فيها ويطلبوها.
او : لأستأصلن ذريته بالإغواء ، ولأستقصين إهلاكهم بالإضلال ، حيث اتباعهم غيّه ، وطاعتهم امره يؤولان بهم الى موارد الهلاك وعواقب البوار.