وفي آيات عدة مسجود الملائكة أجمعين ، ثم لا نجد للملائكة ولا تلميحة على هذه الكرامة المطلقة! أليس لأنه في أعلى قمم القوامة وأحسنها بكلّه وجزئيه ، وان خلقه في سائر الخلق استوجب توصيف الخالق ب (أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) وكما هو أحسن من سائر الخالقين في خلقه أجمعين.
ولو لم يكن مفضلا على الملائكة أجمعين لما أمروا ان يسجدوا له أجمعين ، وقد أمروا! ولان في صلبه أهل بيت الرسالة المحمدية (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن حذى حذوهم من المؤمنين (١).
ذلك التكريم الرباني لبني آدم كما يشمل جزئيهم قلبا وقالبا في أصل الخلق ، كذلك في كرامة التقوى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) فلو لم يكن فيهم الأتقى لم يكن ذلك التكريم : «والملائكة خدام المؤمنين» (٢) ثم
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٨٨ ح ٣١٧ علل الشرايع عن الامام علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب (ع) عن النبي (ص) حديث طويل يقول فيه «فإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا. يا علي! الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا. يا علي لو لا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم الى معرفة ربنا وتسبيحه وتقديسه ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وامر الملائكة بالسجود تعظيما لنا وإكراما وكان سجودهم من الله عز وجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون؟
(٢) المصدر ١٨٩ ح ٣٢٠ في اصول الكافي عن أبي جعفر (ع) قال : ما خلق الله عز وجل خلقا أكرم على الله عز وجل من مؤمن لأن الملائكة خدام المؤمنين وان جوار الله للمؤمنين وان الجنة للمؤمنين وان الحور العين للمؤمنين ...» وفي الاحتجاج عن النبي (ص) يا رسول الله (ص) أخبرنا عن علي هو أفضل ام ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله (ص) : وهل شرفت الملائكة الا بحبها لمحمد وعلي وقبول ولايتهما؟ انه لا احد من محبي علي (ع) نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوب الا كان اطهر وأفضل من الملائكة.