الملائكة كما في آدم ، فرزق الإنسان كحيوان مفضل على سائر الحيوان ، ورزقه كإنسان مفضل على من في عالم الإمكان ، اللهم إلّا من يوازيه من القلة في هذه الكرامة.
(وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً)
هنا تفضيل لبني آدم على كثير ، فهناك قليل لم يفضّلوا عليهم ، فمن هم ، وهل هم أمثالهم في الفضل ام هم مفضّلون عليهم؟ ...
آية التين حيث تجعل خلق الإنسان في أحسن تقوم ، وهي تصريحة قيّمة انه لا أحسن منه ، ولو لا آية التفضيل لكان الإنسان في قمة لا توازى ، ولكنها تستثني قليلا ، فهم كالإنسان في أحسن تقويم ، ولا نعرفهم حتى الآن من هم.
ويكفي أمر الملائكة بالسجود لآدم ، وأن في ذريته آل بيت الرسالة المحمدية ، أنهم ككلّ أفضل من الملائكة.
ولاننا لا نجد هذه القلة هنا فهم من ساكني سائر الأرضين ام سائر الكرات كما لمحت لهم آية الشورى (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَثَّ فِيهِما مِنْ دابَّةٍ وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) (٤٥ : ٢٩).
ذلك التكريم وهذا التفضيل يجعلان الإنسان في قمة التكوين بأحسن تقويم في صورته وسيرته ، لو تبنّاه بطاقاته وإمكانياته لأصبح في أحسن تقويم ثان ، كما أنه في تغافله وتجاهله عن أحسنه في التكوين يرد إلى أسفل سافلين ، فلا أحسن منه إن أحسن ، ولا أسفل منه ان سفل! «فمن
__________________
ـ الكافر ولكن كرم أرواح المؤمنين وانما كرامة النفس والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم.