الطلوعين لا هو من ساعات الليل ولا من ساعات النهار ، أم هو من ساعات الليل والنهار ، ولذلك تجمع لشهودها ملائكة الليل والنهار!
وقد تكون صلاة الفجر هي الصلاة الوسطى المأمور بها خاصة في آيت (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) (٢ : ٣٣٨) لأهميتها المصرح بها هنا بين الخمس وأنها الوسطى بين الصلوات الليل والنهارية ، وأنها من الصلاة الوسطى حيث الظهر ايضا وسطى ب الصلوات النهارية ، فلا تعني الوسطى إلّا وقتيا لا في الفضيلة فانها
__________________
ـ (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) واخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قرأ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) قال : يشهده الله وملائكة الليل وملائكة النهار ، أقول : شهادة الله تعمها وسائر الصلوات الا ان يعنى بها هنا شهادة تخصها بما كرمها فضّلها على سواها.
ثم أقول : ورواها أئمة اهل البيت (عليه السلام) دون خلاف واختلاف كما رواه في الكافي باسناده عن يزيد بن خليفة عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) وباسناده عن إسحاق بن عمار عنه (عليه السلام) وباسناده عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) وفي تفسير العياشي عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عنهما (عليهما السلام) ... وفي علل الشرائع باسناده الى سعيد بن المسيب قال سألت علي بن الحسين (عليه السلام) ... واقرّ الفجر على ما فرضت بمكة لتعليل عروج ملائكة الليل الى السماء ولتعجيل ملائكة النهار الى الأرض فكانت ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) صلاة الفجر فلذلك قال عز وجل : (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) يشهده المسلمون ويشهده ملائكة النهار وملائكة الليل.
وفي العلل ايضا باسناده الى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : جاء نفر من اليهود الى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الى ان قال : وهي الصلاة التي يشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.