المهدي (عليه السلام) لا سواه ، مهما بذر بذوره الرسول البشير النذير ، حيث بذر بلا اي تبذير :
وفي الحق ان الحق كيانه الانجلاء والقرار ، والباطل كيانه الجلاء والاندحار! ... والحق وان كان جائيا قبل ذلك الحق ولكنه لم يكن بالذي لا ينسخ ولا يحرّف ، وأما ذلك الحق فكتابه حق لا ينسخ او يحرف (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (٤١ : ٤٢) ورسوله لا يزول فان رسالته مؤبّدة ، ودولته سوف تفوق الدول وتشمل العالم أجمع ، إذا ف (ما يُبْدِئُ الْباطِلُ) نفسه أن يبدأ حياته من جديد (وَما يُعِيدُ) ما كانت من حياته البائدة ، فلا بدء له بعد ولا عود ، وانما هما الآن وعلى مرّ الزمن والأجيال للحق!
الحق الخالص الصارم بمن له من أنصار صامدين ، ثابت لا حول عنه ، والباطل زاهق مهما كان له من أنصار ... فالباطل شجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار حيث لا يطمئن الى حقيقة مهما تنفّج وتنفّخ فانه هش سريع العطب ... وهو زبد يطفو على الماء ويخيل الى من غربت عقولهم أنه عال ، ولكنه يذهب جفاء ويبقى الماء.
في معترك الحق والباطل ، القوة كلها للحق حيث يضرب على الباطل فيدمغ (وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) ومهما انهزم أهل الحق أحيانا ولكن الحق لا ينهزم (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) (٤٢ : ٢٤).
إن الحق من الله وهو مع الله ومن ورائه الله ، والباطل من الشيطان ومن وراءه الشيطان (وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ)!