زوايا ثلاث : ١ ان يريهم الله نفسه ليشهد برسالة رسوله (أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً)؟ وهذه المقابلة مستحيلة حتى للرسل أنفسهم! ٢ ام يوحي إليهم فيشهد كما يوحي الى الرسل؟ ولو كانوا يستحقون وحيا لما احتاجوا الى رسل! ولا تنحصر الشهادة الإلهية بوحي!
فهل ان دلالة الكون الحادث على المكوّن المحدث هي دلالة الوحي ، ام دلالة الفطرة والعقل بمساندة الحس ، فهلا تكفي هذه الشهادة الإلهية على حدوث الكون إلّا ان يظهر الله بنفسه او يوحي بهذه الشهادة؟!
٣ أن يشهد لرسالة بافعال تخصه دون سواه ، حيث الأفعال الخاصة الإلهية باهرة لا تخفى على ذي حجى!
ثم قد تكون هذه الشهادة حسية بآيات حسية عابرة كسائر المعجزات المحسوسة كشق البحر والقمر ام ماذا ، وهي آيات غير خالدة لا تناسب بوحدتها شريعة خالدة!
ام شهادة علمية ـ عقلية ـ فطرية ـ فكرية ، لفظية ـ معنوية اماهيه والقرآن يجمعها كلها وهذه شهادة الله الكافية بين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبين العالمين : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً) ماذا تكفيهم وتغنيهم من شهادة خالدة تعيشهم وتعيشهم عبر الأجيال والزمن ، ولا يزداد في خلوده إلّا ظهورا وبهورا كلما تقدمت العقول والعلوم في كافة الحقول.
فتلك إذا شهادة إلهية خالدة كافية تعم الشهادات كلها وتطم ، وسائر الشهادات هامشية تعبّد الطريق لهذا الشهادة الكبرى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ...) (٦ : ١٩) (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ