ذلك الكفر وهذا النكران جزاءه مأوى الجحيم ومزيد السعير بعد الخباء ...!
(أَوَلَمْ يَرَوْا) ضمن ما رأوا ، حيث الواو تعطف هنا لغير المذكور ، فهم يرون الخلق الجديد ويلمسونه ليل نهار بموت ثم حياة ثم موت ومن ثم حياة ، ثم رؤية عقلية تفوقها وتعمهم وان لم يروا هذه وتلك (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ) لا «ان يخلقهم» فقد خلقهم وأفناهم وهم يتشككون في خلقهم الآخر الذي هو خلق لمثلهم ، مماثلة في الصورة الإنسانية وعينية للمادة التي زالت عنها تلك الصورة ، ويخلق لها مثلها مرة اخرى! (بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ) (٥٠ : ١٥) ولا يعني الخلق الجديد وخلق أمثالهم إلّا الناحية البدنية من الإنسان حيث تفنى صوريا ثم تخلق صورة اخرى ، واما الروح فهو باق لا يفنى إلّا صعقة حتى يخلق البدن خلقا جديدا ، وهو المتكفل للوحدة بين الإنسان في النشأئتين في حقيقة الانسانية ، كما ان الأجزاء المعادة من بدنه يوم المعاد هي المتكفّلة لوحدته البدنية ، فلا يعني المعاد إلّا عود الروح الى مثل بدنه صورة والى عينه مادة!
ثم و «مثلهم» في اصل الخلقة و (لَخَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٤٠ : ٥٧) فالمعنيان هنا معنيان من «مثلهم».
(وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ) : أجلا فرادى موتا عن الحياة الدنيا الى البرزخ ، وجماعات : نقلة عن الحياة البرزخية الى الحياة الأخرى ، ولا ريب في اي منهما! (فَأَبَى الظَّالِمُونَ) أنفسهم ، المتهتكون عقولهم ، المتغافلون عن ضمائرهم ، العمي الصم البكم عن آيات الله. أبوا عن كل حق (إِلَّا كُفُوراً) كفرا وكفرانا.