ف «من عبد الله بالتوهم فقد كفر ، ومن عبد الاسم ولم يعبد المعنى فقد كفر ، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك ، ومن عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته التي يصف بها نفسه فعقد عليه قلبه ونطق به لسانه في سرائره وعلانيته فأولئك هم المؤمنون حقا» (١).
فذات الله تعالى غير هذه الأسماء وهي غيرها (٢) وانما هي تحبير اللغات عن الذات المقدسة بصفاته الذاتية والفعلية.
(قُلِ ادْعُوا اللهَ) الاسم الأعظم الظاهر للذات المقدسة (أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) أعم الأسماء الشاملة للرحمة الإلهية (أَيًّا ما تَدْعُوا) من أسماءه التي تعنيه وحده (فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) التي يدعى بها ... (وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ) إلحاد النكران او الشرك بالله ، إلحادا في مثلث الأسماء ، ففي اللفظية كأن تختلق ما يعني معنى تحيد عنه ذاته او صفاته وأفعاله ، من اسم ذات او صفة ذاتية او فعليه ، وفي العينية ان تتخذ آلهة من دون الله أو تشرك بها الله كالملائكة والنبيين أمن ذا من المقربين اليه ، ام من الطواغيت.
وكذلك اعتبار صفاته ـ وحتى الذاتية ـ معاني زائدة على ذاته ، او تعني منها مثل ما تعنيه من صفات غيره.
لله اسماء لذاته تعالى فمن ظاهرها «الله» ومن باطنها «هو» واسماء
__________________
(١) في التوحيد للصدوق عن ابن رئاب عن غير واحد عن أبي عبد الله (ع) قال ...
(٢) في التوحيد مسندا وفي الاحتجاج مرسلا عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبد الله عن اسماء الله عن ذكره واشتقاقها فقلت : الله مما هو مشتق؟ قال يا هشام الله مشتق من إله وإله يقتضي مأدها والاسم غير المسمى ـ وذكر مثل ما عن ابن رئاب الى ان قال ـ : فقلت زدني فقال : ان لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها إلها ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره.