ولئن قلت إن هؤلاء حسب النص يبعثون (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) وأني لكم انكم في زمن وعد الأولي وعقابها وإفساد هذه المرة بعد لم يشمل المعمورة كلها حتى يحين حين وعدها.
علة لأن المرة الأولى بادئة منذ زمن ، ولان في وعدها يبعث «عبادا لنا» وتصدق هذه الصيغة لأول مرة علينا ، فلنكن نحن هم ، وإلا فليقل «عبادا لنا» كذا وكذا حتى لا يشملنا ، ثم البعث آخذ فينا موقعه لما قطعنا ذنبا طويلا من أذناب إسرائيل «الشاه» ونعيش الآن قطع أذناب اخرى حتى نصل الى صاحب الأذناب «إسرائيل».
فكما أن إسرائيل تفسد في الأرض بأذنابه ، بخيله ورجله ، برجاله ورجّاله من مشارق الأرض ومغاربها ، فليكن الانبعاث في (عِباداً لَنا) نابعا منا نابغا كأصل ، ومستأصلا كل الفساد بمن يستجيبنا من مسلمي المعمورة الأحرار.
لهؤلاء الثوار الأماجد حسب النص مثلث من الميزات : ١ ـ «بعثنا ...» ٢ ـ «عبادا لنا» ٣ ـ (أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) والنتيجة : (فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) حيث يحققون الوعد : (وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً)!.
__________________
(٣) المصدر (١٢٩) ٢٥ غط باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): طوبى لمن أدرك قائم اهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه يتولّى وليّه ويتبرّأ من عدوه ، ويتولى الأئمة الهادية من قبله ، أولئك رفقائي وذووا ودّي ومودتي وأكرم امتي علي (وأكرم خلق الله عليّ).
(٤) الغيبة للطوسي (٢٩٠) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له اجر خمسين منكم قالوا يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ونزل فينا القرآن؟ فقال : انكم لو تحملتم لما حمّلوا لم تصبروا صبرهم.