وصادرة عنه ، وكما يليق بساحة قدسه دون تغلب لأحد على الله لا في خير ولا في شر.
إن الإمهال الإلهي لعمال الإفساد امتهان واستدراج للمفسدين وامتحان للمؤمنين : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) (٢١ : ٣٥).
وتلكم الكرة الأخيرة على «عبادا لنا» علها ليست لأنهم يتساهلون في نضالهم. وإنما لتقللهم في عدتهم وعدتهم ، وتعلل من تتوجب عليهم نصرتهم من مسلمي البلاد من ناحية ، ثم من أخرى الانتفاضة العامة من الصهيونية المتبقية خلال الديار ، بمن يستجيب لهم من سائر الكفار ، حيث يجند الشيطان جنده ويحزب حزبه للمرة الثانية والاخيرة ويضاف الى الإفساد العالمي من الصهيونية العالمية علو كبير ، حيث الإفساد في الأرض مرتان والعلو مرة واحدة وهي في الثانية : (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) لا علوين ، وهو في الإفساد الثاني ، إذ هم فيه (أَكْثَرَ نَفِيراً)!.
وترى كيف بإمكان اليهود هذان الإفساد ان العالميان والعلو العالمي في الأخير ، وهم مضروب عليهم بالذلة والمسكنة؟ وهل الدولة القوية والسيطرة العالمية بعد ذلة ومسكنة ، وهم ممدود لهم بأموال وبنين وهم بعد اكثر نفيرا؟! والله تعالى يعد المسلمين في تصريحة قاطعة : (لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) (٣ : ١٠٨)؟.
__________________
ـ إذ ينسب الله شرا الى نفسه لا يعني إلا سلبا وإيجابا : انه لم يحل بين العبد وشره «وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ» وإنه اذن له أخيرا في فعله تكوينا لا ينافي الاختيار ، فليس الله فاعلا لشره ولا معاونا له شريكا في شره. وانما لم يمنع اجبارا واذن له اختيارا : اذن في اختياره السوء ان يتحقق ما يريده باختياره السوء ، «وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعِبادِ».