إنذارات وتبشيرات جزاء وفاقا والعاقبة للتقوى :
فمربع الإنذار : ١ ـ لتفسدن ، ٢ ـ ثم رددنا ... ٣ ـ وأمددناكم ... ٤ ـ وجعلناكم ...
ومربع : ١ ـ فجاسوا ، ٢ ـ ليسوؤا وجوهكم ، ٣ ـ وليدخلوا المسجد ـ ٤ ـ وليتبروا ...
هذا مربع التبشير بفضل الله ورحمته ، فترى كيف يضيف الله الى نفسه ثالولا من الإنذار؟
عله حتى لا يقال أنهم غالبون على أمر الله حيث يكرون على «عبادا لنا» المبعوثون من الله ، ذلك بان الله لا يحول دون ثالوثهم جبرا عليهم في حولهم وحيلهم حيث الدار دار الاختيار وليس الإجبار ، ومجرد أنه لا يحول بينهم وبين كرتهم هذه يسمح بهذه الإضافة «رددنا ..» وكما في اضرابها : (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) (١٩ : ٨٣) (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ مُجْرِمِيها لِيَمْكُرُوا فِيها) (٦ : ١٢٣) (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ) (٦ : ١١٢) إرسال وجعل تكويني في اختيار دون إجبار (١) لا تشريعي حيث الأمور كلها راجعة الى الله
__________________
(١) فإذ لا مؤثر في الوجود إلا الله فكل اثر وتأثير فيه اذن من الله ، فان كان خيرا فالأذن في مثلث : التشريعي ـ التكويني توفيقا والتكويني في الجزء الأخير من العلة التامة ، وان كان شرا فإلا خير فقط ، بعد ما قدم المكلف كل حوله وقوته ولم يبق من مقدمات فعله الا اذنه تعالى تكوينا ، فان لم يأذن إذا أصبح المكلف مسيرا مجبورا في ترك الشر ، وان اذن حيث يجعل المكلف مجبورا في فعل الشر كان ظلما ، والعدل العوان بين ذلك هو أن يكون اذنه تعالى بعد تكملة مشيئة المختار بما قدم من مقدمات اختيارية ، فهو تعالى يأذن هنا كجزء من اجزاء العلة التامة ، وما دام الفعل مسنودا الى اختيار من الفاعل وان كان واحدا بالمائة من مقدماته يعتبر ذلك الفعل اختياريا ، وان كان العقاب والثواب حسب درجات الاختيار فان أفضل الأعمال أحمزها.