حتى تنفوا ـ يعني الى أطراف الأرض ـ ثم لا يرغم الله إلا بآنافكم ثم والله ليبعثن الله رجلا منا اهل البيت يملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا» (١).
ولا واقع لهذه الملحمة طول التاريخ الإسلامي لمثناه الاستثمار والاستعمار اليهودي النصراني إلا عند احتلال فلسطين بما تناصرا وتعاضدا ـ وتخاذل المسلمون ـ حيث نفي الفلسطينيون الى أطراف الأرض ، ومن ثم سائر المسلمين بين منفيين عن أراضيهم او عن سلطاتهم الإسلامية ، عائشين تحت السلطة الصهيونية الصليبية ، ثم السلطة الإسلامية عليهما مرتان أخراهما هي العالمية الكبرى الدائبة ، كما الإفساد الثاني عالمي ، وهذه الخطبة تبشر بالثانية ، وسائر ما ننقله من الملاحم شاملة لهما (٢). او تخص الثانية (٣).
وكما الآيات الأولى أنذرت بالمرة الأولى في الإفساد العالمي ثم بشرت ان «عبادا لنا» يجوسون خلال الديار كذلك هذه الثانية تنذر أشد من الأولى وتبشر ببشارة فوقها.
__________________
(١) الكني للدولابي ج ٢ ص ١٥٧ عن شيخ من النخع سمعت عليا (عليه السلام) يقول وهو على المنبر : ...
(٢) ومنها اضافة الى ما مضى في الرقم (١ و ٢) ما رواه احمد في مسنده (٢ : ٤١٧) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر او الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ...».
(٣) في الفائق (٢ : ٢١٩ ـ غر) خطب الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فذكر الدجال وقتل المسيح له قال : فلا يبقى شيء مما خلقه الله تعالى يتوارى به يهودي الا انطق الله ذلك الشيء لا شجر ولا حجر ولا دابة فيقول يا عبد الله المسلّم هذا يهودي فاقتله الا الغرقدة فانها من شجرهم فلا تنطق ، وترفع الشحناء والتباغض وتنزع حمة كل دابة حتى يدخل الوليدة في فم الحنش فلا يضره».