السيئة تسيء جماعة دون آخرين ، فالضابطة العامة التي لا تتغير في الدنيا والآخرة ، والتي تجعل عمل الإنسان كله له دون سواه ، بكل ثماره ومخلفاته ، وتجعل الجزاء ثمرة طبيعية للعمل ، انها (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَها) دونما استثناء.
(.. فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَما دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا ما عَلَوْا تَتْبِيراً)(٧).
وعد الآخرة ، وما يدريك ما وعد الآخرة؟ إنها ليست الآخرة في الاخرى. بل هي الآخرة من مرتي الإفساد في الدنيا : الأرض كلها ، حيث تجمع الصهيونية العالمية بين الإفساد والعلو الكبير العالمي بأذنابها الكفار امّن ذا؟؟ من بني الإنسان المتخلفين عن شرعة الله ، إذ تتذرع بثالوثها لتجعل الأرض فاسدة كاسدة لا تصلح فيها حياة انسانية إلا على تخوف وحذر. ثم لا يطول فسادهم العالمي الا ردحا من الزمن حيث تتفجر الجماعات البشرية ب «عبادا لنا» في وجه الظلم والطغيان ، وليحققوا مثلثا من النكال والإصلاح : ليسوؤا وليدخلوا ـ وليتبروا!.
وهذه هي المرة الثانية والأخيرة من دولة الباطل حيث يقضى عليها بالمهدي (عليه السلام) وأصحابه ـ وعلى طول الخط ـ كما قضي عليها بأضرابهم ردحا من الزمن ، وعلّ الدولتين متصلتان على فترة في ضعف بينهما للأولى وهنا أوامر ثلاث يحققها زعيم الدولة الإسلامية الأخيرة بأصحابه الأكارم «فبه يملأ الله الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا».
(لِيَسُوؤُا وُجُوهَكُمْ) : كما اسأتم وجوه الإنسانية وأفسدتم وجه الحياة ، ف «عبادا لنا» من تبقّى من المرة الأولى ومن يستحصل حتى المرة الثانية من أضرابهم وهم أقوى واهدى سبيلا ، هؤلاء الأكارم مبعوثون مرة