وإفساده ، فلا تبقى عدائهم إلا فيما بينهم كما مضت آية إلقاء العداوة بين اليهود وإغرائها بين النصارى الى يوم القيامة ، ثم لا يعودون ولن الى إفساد عالمي :
(عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً)(٨).
فالرحمة المرجوة لهم تشمل رحمة الغفران بالايمان ، ثم رحمة الإبقاء لهم بلا ايمان ولا إفساد ، فان عادوا في الإفساد عاد لهم التبار الهلاك هنا ثم في الآخرة (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) : سجنا يحصرهم.
الفصل بين الافسادين:
وترى هل الفصل بين الافسادين بالدولة الإسلامية طائل ام ماذا؟
عله طائل لمكان (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ..) حيث توحي بالتراخي ثم لا تراخي للإفساد الثاني لمكان «ف» : (فَإِذا جاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ..) فبين الوعدين بون متراخ للدولة الإسلامية الاولى التي نعيشها ، والدولتان متصلتان على فترة قصيرة حيث الإفساد الثاني ، فيها فتور للدولة الأولى ، وقوة للإفساد الثاني أقوى من الأول ، وكما يستفاد من أحاديثنا حول الافسادين والدولتين.
وترى كيف تجتمع الدولة الإسلامية الأولى مع الإفساد العالمي الثاني في فترته القصيرة؟
انها تبقى لحد الحفاظ على اصل كيانها ، ولكي تستحصل البقية الباقية من جنود المهدي (عليه السلام) وأصحاب الألوية.
وكما أن دولة المهدي (عليه السلام) أقوى وأسمى وأشمل دولة الهية طول تاريخ الرسالات كذلك أصحاب ألويته هم سلالات وحصالات