وقوامة واستقامة وقياما (١) منذ بزوغه ما طلعت الشمس وغربت ، فشمسه لا تغرب وما يحتاجه المهتدون به لا يعزب ، فلا يقعد عن هدايته ، ولا يفشل عن استقامته ولا ينقص عن قيمته وقوامته لأنه كتاب الزمن كله.
ف «هي أقوم» من غيرها على الإطلاق قواما وقياما : (قُلْ إِنَّنِي هَدانِي رَبِّي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً ...) (٦ : ١٦١) فيه كافة القوامات والقيامات لحد القيامة الكبرى ، لا أفول لشمسه ولا انقطاع لشرعته ، لا كتاب بعد كتابه ولا رسالة بعد رسالته ، حيث الأقوم يتطلب ختام الوحي بوحيه.
فهذه الآية إجمال عن مثلث الخاتمية : شريعة ورسالة وكتابا ، نجد تفاصيلها في آيات اخرى ، والتي هي أقوم يشمل هذا المثلث وما معها من ملة وطريقة وولاية ، والولاية المطلقة للقرآن ونبيه وأهل بيته هي أقوم الولايات طول الرسالات الالهية ، وهي كلها على هامش الولاية الالهية (٢).
__________________
(١) فالأقوم تتحمل كونها من القوام والقيامة والقيمة ، والقرآن يهدي للتي هي أقوم في مثلثه دون اختصاص بأحدها.
(٢) في تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر (عليه السلام) في تفسير الآية قال : يهدي الى الولاية» أقول : وهي تشمل الولايات كلها ومنها ولاية الائمة التي هي ثالث مراتبها بعد ولاية الله والرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقد يفسر بولاية الامام بيانا لثالث مصاديقها لأنه مختلف فيها حتى يلحق بولاية الرسول ، ومن ذلك ما في حديث سلسلة الذهب ، يرويه ابن بابويه باسناده عن عياش بن يزيد مولى زيد بن علي ، قال حدثني أبي قال حدثني موسى بن جعفر ... وعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال : الامام منا لا يكون الا معصوما وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها فلذلك لا يكون الا منصوصا فقيل له يا بن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)! فما معنى المعصوم؟ فقال : هو المعتصم بحبل الله وحبل الله هو القرآن لا يفترقان الى يوم القيامة فالإمام يهدي الى القرآن والقرآن يهدي الامام وذلك قول الله عز ـ