ب «يهدي اليه» وعن مجموع الهدايات ب «يهدي له» الشاملة لكافة مراحل الهداية مستغرقة لها كلها!
ولأن هذه الآية هي الفريدة في نوعها للهداية الشاملة فلتشمل الهدى كلها ، دلالة وإيصالا للهدى أنفسية في هداية العقل والفطرة ، وآفاقية في هداية التكوين والتشريع ، فالقرآن نسخة كاملة للهدى كلها حيث يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام.
إنه هدى للكافرين كما للمؤمنين دلالة ، وهدى للمتقين في مزيد الدلالة ثم الإيصال الى حق الهدى ، ثم وهو هدى للإنسان وأضرابه آفاقيا وأنفسيا.
واما «التي» بحذف الموصوف فللايحاء بإطلاق المهدي له ، دون خصوص الملة او الطريقة او الرسالة او النبوة او الولاية اماهيه؟ (١).
فانه هدى بكل بنودها ومتطلباتها للإنسان وأضرابه كأفضل ما يمكن وأكمله في عالم الفطرة والعقل ، وفي التنسيق بين ظاهر الإنسان وباطنه وبينه وبين ربه في علاقة المعرفة والعبودية ـ وبينه وبين الناس في علاقة العشرة ، وفي كافة زوايا الهدى ومتطلباتها وتنسيقاتها ومخلفاتها الحاضرة والمستقبلة.
(لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) فكتابات الله كلها قويمة قيّمة لا عوج فيها ولا قصور ، ولكنها مؤقتة زمنا ، محدودة بالمتطلبات المرسومة لزمنها ، والاستعدادت لطالبيها فيها ، وأما القرآن فهو يهدي للتي هي أقوم : قيمة
__________________
(١) كالسبل والآيات الآفاقية والانفسية (٣) والأخلاق (٤) والحياة (٥) واحكام الفطرة والعقل (٦) والايمان (٧) والإسلام (٨) والتقوى (٩) والزهادة (١٠) والمعرفة والمعجزة (١١) مواد الهداية التي تدعو إليها كتابات الوحي ، فكل هذه الموصوفات تصلح ان تكون للتي هي أقوم دون إبقاء على مادة من الهدى إلّا وهي تشملها.