الله وكتاب الله يهدي له لا سواه ، فلتكن «الهداية له» خاصة بالله بقرآنه المبين.
ثم الله وإن كان يهدي بالقرآن من اتبع رضوانه سبل السلام ويهديهم الى صراط مستقيم : (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٥ : ١١٦) هداية إياه وهداية اليه ، إلا ان أيا منهما لا يشمل مطلق الهدى ، والهداية له تشمله كله ، فالهداية «الى» دلالة الى الهدى الآفاقية البعيدة عن المهدي إذ هي خارج ذاته ، او الانفسية البعيدة عنها كالآفاقية لمن احتجب عن نفسه بعيدا (١) ، والهداية إياه إيصال الى المقصود آفاقية وانفسية او يقارب الإيصال لمكان القرب بين المهدي والمهدي له لحد الاتصال (٢). والهداية له تشمل الإيصال والدلالة الى الانفسية والآفاقية قريبة وبعيدة ، دلالة الى ما في النفس من هدى العقل والفطرة ام ماذا؟ وإيصالا الى حقها وواقعها ، ودلالة إلى ما في الآفاق تكوينا وتشريعا وإيصالا إليها فالهداية له ـ إذا ـ أتم وأطم من الهداية إليه وإياه (٣) فما الطفه التعبير عن الهداية المطلقة ب «يهدي إياه» وعن الدلالة المؤثرة وسواها
__________________
ـ إِلَى الْحَقِّ» فليس تغيير صيغة الهداية مجرد تفنّن التعبير وانما لخصوص المعني من «له» و «اليه».
(١) لان «الى» توحي لفصل بين المهدي والمهدي اليه ، والهدى الانفسية ليست بعيدة عن المهدي :
(٢) حيث الهداية إياه توحي الى وحدة عريقة بين المهدى والمهدى له دون فصل بينهما ، اما حققيا ما الإيصال ويشارفه كالقريب القريب.
(٣) حيث الهداية له ، واللام للاختصاص أعم من الدلالة الخاصة والإيصال الخاص الى مادة الهدى آفاقية وأنفسية ، فالهداية إياه هي «له» والهداية اليه كذلك «له» كما الهداية الآفاقية والأنفسية كلاهما «له» وان كانت «له» مراتب عدة.