مُبِينٍ) (١٥ : ١) ام ماذا من إشارة تميزه عن سواه ويختص (هذَا الْقُرْآنَ) هنا بما يعرفه أنه (يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) من قوامات الوحي وقيامات صاحب الوحي والمكلفين به.
و «قرآن» مع كل ذلك علم لهذا القرآن ، لم يسم به غيره من قرآن وان كان يشمله جنسه ، وهو أفضل واكثر أسماء القرآن.
ثم هنا هاد ومهدي ومهدي له وبشارة لمن يهتدي وإنذار على من لا يهتدي ، فالهادي هو القرآن حيث الهدى طبيعته وحالته وصياغته لأعلى قمم الهدى ، دون إبقاء على هدى ممكنة إلا وهو يهدي لها غير قاصر ولا ضنين.
والمهدي هو على الإطلاق كل مكلف بحاجة الى هدى ، وبامكانه أن يهتدي بلا حدود من زمان أو مكان أو أقوام وأجيال فانه هدى الله والهدى الإلهية في القرآن كاملة شامة.
والمهدي له ، وترى لماذا «له» دون «إليه» ام دون جار ك (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ)؟ ... ثم «التي» بحذف الموصوف المتردد بين عديد ك : الطريقة ـ الشريعة ـ الملة ـ الرسالة ـ الولاية ام ماذا؟ ولا يحذف الموصوف الا المعلوم لحد لا يحسن ذكره بل ويحسن حذفه؟.
نجد الهداية في القرآن في هذا المثلث ، وليس «يهدي له» إلا هنا لكتاب الله ، وفي أخرى لله : (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)(١) (١٠ : ٣٥) ثم لا ثالث لهما ، فإنما
__________________
(١) ومن الطريف ان «يَهْدِي لِلْحَقِّ» الخاصة بالله تتوسط «يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ» لغير الله أولاها «شركائكم» سؤال تعنّت ، وأخراها لكافة الهداة الى الحق حيث تجمعهم «يَهْدِي