وإحسانا : (أَجْراً كَبِيراً) اكبر مما قدموا وان كان تسمية الثواب أجرا فضلا عن «كبيرا» هو ايضا اجر كبير ولطف غزير ، حيث العبد لا يستحق بإيمانه وعمله الصالح اجرا من ربه ، إذ لا يعود نفعه الا اليه لا الى ربه ، إذا فاصل الثواب فضل وتسميته اجرا فضل وصفته كبيرا ، فضل ، مثلث الفضل في قول فصل.
ثم القرآن لمن لم يتخذه دليلا لا يزيده إلا خسارا ، ولا سيما الذين لا يؤمنون بالآخرة ، وإن كانوا مؤمنين بالله ، حيث الايمان بالله دون الآخرة لا يلزم المؤمن به بما يلتزم به المؤمن بآخرته من عمل الصالحات ، ومجرد الأيمان بالله دون عمل لا ينفع حتى إذا كان ايمانا بالآخرة ايضا :
(وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً)(١٠).
لا يؤمنون بالحياة الآخرة ودلائلها في القرآن واضحة وفي الآفاق والأنفس لائحة!
والإعتاد هو التهيئة ، والعذاب الأليم يشمل ذوقه يوم الدنيا في المعيشة الضنك وفي البرزخ بوجه آكد ، ثم في القيامة واقع لأليم العذاب : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى ...) (٢٠ : ١٢٤) : عذابات معتدة في مثلث الحياة بما قدمته أنفسهم.
(وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)(١١).
تأنيب بهوى الإنسان العجول الجهول التارك لهدي القرآن حيث يدعو بالشر دعاءه بالخير فشتان شتان بين هدي القرآن وهدي الإنسان ، حيث