ما ظهر منها ، فالنظرة القاصدة الخائنة تثير ، كما الزينة والنبرة تثير ، ومن هذه الجاذبية من الجانبين سعار حيواني مجنون!
وهنالك قيلة عليلة (١) ممن هوى إلى شهوة الجنس لحد جعلها أصل الحياة بكافة جنباتها في رذيلة أو فضيلة ، تقول : ألا سبيل إلى تنفيس وترويح الجنسين وتقليل الشبق المجنون عما في هذا البين إلّا إباحة النظرة ، وطلاقة المحادثة ، والخلطات الموسعة ، والدعابة المرحة ، والاطلاع على مواضع الفتنة المخبوءة ، وقاية من الكبت الجنسي ومن العقد النفسية!
ولكنها بعد ما افتعلت في بلاد الجنس والإباحية ، المتفلتة من كافة القيود ، وجدنا بعد ذلك كله أنه زاد في الطنبور نغمة أخرى ، فقد انتهى إلى سعار مجنون لا يرتوي ، وإلى تلهّف وتكالب بين الجنسين ومعهما الشذوذ الجنسي الذي لا يخلد ببال ، كثمرة مباشرة لذلك الاختلاط الكامل!
هنا يتبين لأولى الحجى أن الطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات
__________________
ـ واما ما نقل مستفيضا عن ام سلمة قالت كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده ميمونة فأقبل ابن ام مكتوم وذلك بعد ان امر بالحجاب فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : احتجبا فقلنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : أليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال : أفعميا وان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟ فعليه سؤال ان الاحتجاب لا يمنع من الرؤية وإذا كانت الرؤية محظورة فغض البصر يكفيه ، والا فليحتجب الرجال حتى لا يروا النساء ، ومهما يكن من شيء فإبصار المرأة الرجل الأجنبي يحرم بالنسبة لاجزاء خاصة من بدنه ، لا رأسه ووجهه.
(١) فرويد في فصل المشكلة الجنسية.