(... وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ ...)(٣٣).
هل يعني شرط الخير ـ فقط ـ المال (١) أن تعلموا بإمكانية أدائهم مال الكتاب حسب الكتاب؟ والخير لا يختص بالمال مهما كان من الخير ، فلو أريد منه فقط فليكن «مالا» ثم المال ليس فيهم ، بل لهم ، ف «إن علمتم لهم مالا» حاضرا ام بتكسب! لا (فِيهِمْ خَيْراً).
ثم وما لم يعلم المالك أنه يؤدي مال الكتاب ليس ليكاتبه بطبيعة الحال ، فلا يحتاج إلى شرط! ثم وحتى إذا دفع كل المال نقدا فضلا عن مقدّرة الآجال فلا يجوز تحريرهم ما لم يؤمنوا ، حيث التحرير وجوبا وجوازا مشروط بالإيمان (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) حيث الرقية في حساب الإسلام لا تعني أسر إنسان وحصره عن حريته ظلما وزورا حتى إذا دفع الخير المال يحرّر وإلّا فلا ، فإنما هو ثقافة إجبارية إسلامية وتربيه في مدرسة داخلية ريثما يؤمنوا فيحرّروا بأسبابه : دية أو كفارة ، او دفعا لقيمة كتابة وسواها ـ او من بيت المال زكاة أماذا ، أو أن خيرا هو الإيمان؟ ولا يكفي لوجوب المكاتبة مهما كان شرط جواز العتق ، أو أنه الاطمئنان ألّا يصبح عيبا على مولاه وعبئا على المجتمع ، أن يلقي كلّه على الناس؟ وهذا رغم اشتراطه لا يكفي شرطا ، فليكن «خيرا» خير الحال الإيمان والاطمئنان وخير المال (٢) وفاء بمال الكتابة ، وإلّا فلا مكاتبة ، فإن هذه المدرسة
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٦٠ ح ١٥٦ في تهذيب الأحكام عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية قال : كاتبوهم ان علمتم لهم مالا ، وعن محمد بن مسلم عن أحدهما مثله.
(٢) المصدر من لا يحضره الفقيه عن أبي عبد الله في الآية قال : الخير ان يشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله ويكون بيده عمل يكتسب به او يكون له حرفة وعن الحلبي عنه (عليه السلام) قال : ان علمتم دينا ومالا.