الداخلية التربوية يقصد منها تحول المماليك الكفار إلى مسلمين أبرار حتى يصلحوا للدخول في متن الجماهير المسلمة أحرارا.
فحتى إذا لم يسطعوا على كل المال (وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) وأقلّه الزكاة ، فإن من أهلها (وَفِي الرِّقابِ) فان دفعها لغيره أم لا تكفي وفاء بكتابة فمن عنده كما يقدر ويكفي قضية الإطلاق في (مالِ اللهِ الَّذِي آتاكُمْ) حيث الأموال كلها مما آتاه الله دون اختصاص بالضرائب ، وهذا الإيتاء مساعدة لمن خدمكم لزمن وإكرام لمن أسلم عندكم أو هو مسلم ، وترغيب له إلى مبادئ الإسلام ، وتأكيد أن الإسلام لا يشجّع على تعبيد الناس إلّا كمدرسة داخلية لصالحهم ...
وأفضله ما أضمر عليه في كتابه (١) فعلى المولى ان يكاتب مملوكه الذي علم فيه خيرا «وان كان يسأل الناس ولا يمنعه من أجل أن ليس له مال فان الله يرزق العباد بعضهم من بعض والمؤمن معان ويقال : المحسن معان (٢) وطبعا السؤال غير المحرم كأن يسأل من مال الله ضرائب وسواها.
وهل عليه المكاتبة ولا مال عنده ولا هو قادر على تحصيل
__________________
(١) المصدر ح ١٦٢ محمد بن مسلم عن أحدهما (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عز وجل (وَآتُوهُمْ ...) قال : الذي ان تكاتبه عليه لا تقول : أكاتبه بخمسة آلاف واترك له ألفا ولكن انظر إلى الذي أضمر عليه فأعطه ، وفي الفقيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) سمعت أبي (عليه السلام) يقول : لا تكاتبه على الذي أراد ان يكاتبه ثم يزيد عليه ثم يضع عنه ولكنه يضع عنه ما نوى ان يكاتبه عليه ، وفي الدر المنثور ٥ : ٤٧ اخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والديلمي وابن المنذر والبيهقي وابن مردويه من طريق عبد الله بن حبيب عن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله : وآتوهم من مال الله ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) يترك للمكاتب الربع.
(٢) المصدر في الكافي عن سماعة سألته عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم انه ليس له قليل ولا كثير قال يكاتبه وان كان يسأل ...