وآية النور هي المحور الأصيل فيها ، ليس لها مثيل بين آياتها التسعة والأربعين بمختلف صيغها : النور ـ نورا ـ نوركم ـ نورنا ـ نوره ـ نورهم ـ المنير ـ منيرا ، عدد أبواب الجنة النور (نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ...)!
في هذه الأنوار لا تجد إلّا أربعا تحنّ إلى المحسوس (١) والباقية لا تعني إلّا سواه من نور الهدى والهادي ونور الوحي ، وآية النور هي الوحيدة في وجهات ، منها توصيفه سبحانه ب (نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
أجل فيها نور الرب (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) (٣٩ : ٦٩) ونور الله (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ) (٦١ : ٨) ونور من الله (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبِينٌ) (٥ : ١٥) و (نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) (٣٩ : ٢٢) حيث يجمعها مثلث النور : هدى وهاديا ووحيا!.
وأما (اللهُ نُورُ) فليست إلّا ناصية لهذه اليتيمة المنقطعة النظير ، ولذلك سميت سورتها نورا وكما هي نور بين السور وكلها نور : نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء!
(اللهُ نُورُ) في إطلاقها دون إضافة كما (اللهُ عَلِيمٌ) (اللهُ قَدِيرٌ) «الله حي» : صفات ذاتية ثلاث ، وكما (اللهُ خالِقُ) «الله رازق» أماذا من صفات فعلية ، فذاته نور وفعله نور وصفاته نور (نُورٌ عَلى نُورٍ ...)!
__________________
(١) وهي «وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ» ٦ : ١ «وَالْقَمَرَ نُوراً» ١٠ : ٥ «وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً» (٧١ : ١٦) و «ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ» (٢ : ١٧).