نصرانية ، يكاد زيت هذه الشجرة : الروح القدسي الرسالي في قلبه ، يضيء بنور الوحي ولو لم تمسسه ناره : «القرآن» فناره نور على نور حيث مهبطها النور : القلب القدسي الفؤاد ، يتقبل نور الوحي في قمة المجانسة!
قلبه المصباح أصبح زيتا يضيء لشدة صفائه ، بما أخلصه بخالص الطاعة والتسليم لربه حتى أصبح (أَوَّلُ الْعابِدِينَ) ثم اصطفاه ربه أن أسكن في قلبه وألقى الروح القدسي الرسالي ، لحد يكاد يضيء بالوحي ولمّا يوح إليه ، ثم أنزل على قلبه محكم القرآن في ليلة مباركة هي ليلة القدر ، فكاد يضيء بمفصله ولمّا يوح إليه : (وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً) (٢٠ : ١١٤) (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ...) (٧٥ : ١٦). فوحي القرآن المفصل إليه نور على نور قلبه بالقرآن المحكم ، كما وحي المحكم إليه نور على قلبه بالروح القدسي الرسالي ، وكما إلقاء الروح إليه نور على قلبه بما أخلصه ، ومربع النور في قلبه مستكن في صدره الذي شرحه الله : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ومخمس النور ما كن في روحه القدسي ، ومسدس النور يعيش في بدنه النورانية الذي هو أشف وألطف من أرواح من سواه ، أنوار سبع تخرق الظلمات إلى النور المطلق حيث لا ظلام فيه إلّا أنه خلق! ز أحمد تا أحد يك ميم فرقست. همه عالم در آن يك ميم غرقست. (١)
__________________
(١) المصدر ح ١٨٠ عن الامام الرضا (عليه السلام) في حديث «قفلنا في كتاب الله عز وجل «كمثل مشكاة» المشكاة في القنديل فنحن المشكاة (فِيها مِصْباحٌ) المصباح محمد (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) من عنصره (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها ...) لا دعيّة ولا منكرة (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) القرآن (نُورٌ عَلى نُورٍ) إمام بعد إمام.