وقد تعني كما تعنيه (فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (٩ : ١٠٨) و (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (٣٣ : ٢٣) (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) (٧ : ٤٦).
وقد تعني «رجال» ـ فقط ـ هنا وهناك ، دون أناس ، سنة التستر في النساء مهما كن معصومات ، وأن نور الهدى لا تظهر منهن على رءوس الأشهاد كما يظهر من الرجال ، فلا نبوة ولا إمامة ولا مرجعية ولا قضاء ولا أي منصب جماهيري يؤتى لهن وإن كانت فاطمة الصديقة أمّن هي؟.
(لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ) حيث يعيشون ذكر الله ، ويتعاملون في ذكر الله ، ومهما كانت لهم تجارة أو بيع أمّاذا من الأشغال الدنيوية ، فهي ليست لتلهيهم (عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) فلا يلتهون عن واجبهم تجاه الله : (ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ) ولا عن واجبهم بأمره تجاه الخلق : (وَإِيتاءِ الزَّكاةِ) ، إذ (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ).
وفي مقابلة (إِقامِ الصَّلاةِ) وهي أفضل ذكر الله ، و (إِيتاءِ الزَّكاةِ) وهو ذكر عملي لله ، في مقابلتهما ب (ذِكْرِ اللهِ) إشعار لموقفهم تجاه الله بذكرين : عام يعم الغدو والآصال على أية حال ، في أحوال وأقوال وأفعال ، وذكر خاص يعني الصلاة للخالق والزكاة للخلق! ولماذا البيع بعد التجارة وهي تشمله؟ لأن البيع أربح تجارة ، فالربح فيه يقين ناجز ، والربح في سائر التجارة ـ من شراء أماذا ـ مستقبل قد يحول دونه حاجز ، فهو في الإلهاء أدخل ، فعدم إلهاءه عن ذكر الله أعضل ، فقد تعني (لا تُلْهِيهِمْ ...) ألّا ملهي لهم في تجارة من سهل وعضل ، من محتمل الفائدة ولا مقطوعها ، فلا ملهي لهم عن ذكر الله ، فهم في شغل عن كافة الملهيات ، لا يلتهون بها في