حمّلوا ، فإذا تحمل كل ما حمّل من فرائض الإيمان ، فهنالك يتحقق النصر بإذن الله وخسر هنالك المبطلون.
إن إرادة الله في وعده ـ هذه ـ المؤمنين ، دائبة طيلة الرسالات وكتلات الإيمان : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ) (٢٨ : ٦).
ولكنما المصداق الأهم والأتم لذلك الوعد إنما يتم ويطمّ في الأمة الإسلامية كما تعنيهم آية النور هذه وآية الأنبياء : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ. إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ. وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (١٠٥ ـ ١٠٧ وآية الأعراف (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (١٢٨).
في طيّات الرسالات الإلهية انتصارات بدرجاتها للمؤمنين حسب الفاعليات والقابليات ، ولكنما الخلافة المطلقة في الأرض للذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ووراثتها وسلطتها وتحقيق أمنها وزوال خوفها بتمكين الدين المرتضى لم يتحقق لحد الآن ، اللهم إلّا في مستقبل منير حيث يقوم حفيد البشير النذير ، فيحقق بالمؤمنين معه الصالحين البغية القصوى لهذه الرسالة والرحمة العالمية ، فهنالك الحياة (الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) مهما كانت حياة السلطة قبلها لغير المتقين ، وهنالك تتحقق رحمة الرسول محمد للعالمين في شاسعة عالم التكليف ، وهنالك يرث الأرض عباد الله الصالحون ، وهنالك تتم إرادة المن الشامل على الذين استضعفوا في الأرض وتطم حين يجعلهم أئمة الأرض ويجعلهم الوارثين!
إن المصداق الصادق المكين الأمين لذلك الوعد ليس إلّا في ذلك المستقبل المنير وكما استفاضت الرواية فيه عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته الطاهرين.