لزام كل أمة ، وخارج المجموعة المؤمنة من الذين يتربصون بهم دوائر السوء ، نرى أمنا خالصا لا خوف فيه ، حيث الخلافة الوحيدة الإيمانية ، والدين الممكّن المرتضى ، ضيّقا كلّ مجالة من مجالات التقية والتخوف ، فهنالك تزول التقية إلى مجالات التقوى المطلقة ، فلا عذر لأي عاذر في تخلّفه عن دين الله ، من جهل حيث العلم يحلّق على الأجواء ، ومن خوف وتقية إمّا ذا من علل يلجأ إليها العاذرون!
هنالك يتبدل خوف الإيمان إلى أمنه ، أمن الإيمان وخوف اللّاإيمان ، ولا نجد الأمن المطلق إلى تمكين للدين مطلق وإلى استخلاف في الأرض مطلق إلّا هنا دون سائر القرآن وسائر الأمم!
٤ (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) عبادة خالصة لله ليس فيها أية شائبة من أي شرك ، رغم سائر العصور إذ (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (١٢ : ١٠٦) فمهما كان هناك ضروب من الشرك قصورا أو تقصيرا ، اختيارا أو اضطرارا في عصور التقية ، فلا شرك في ذلك العصر المنير ، لا في حكم الله إذ لا حاكم إلا كتاب الله ، ولا في عبادة الله ولا أي تخضّع إلّا لله وفي الله ، توحيدا صارما يحلّق على كافة الجنبات وكافة الأجواء بمثلث الخلافة التمكين الأمن المطلقة! ... (وَمَنْ كَفَرَ) كفرانا ففسقا ، أو نكرانا فكفرا ، وأعلام الحق ظاهرة ، وسلطته قاهرة! ف (وَمَنْ كَفَرَ) عن خالص التوحيد إلى سواه (بَعْدَ ذلِكَ) الحكم الإلهي الوطيد الوحيد بزوال كل سلطة وكل دين وكل خوفة حين لا تبقى تقية ولا أية عاذرة في التخلف عن خالص التوحيد ـ (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) الخارجون عن طاعة الله ، وبواعث خالص الإيمان كائنة ، ودوافعه زائلة ، وآيات الله بينة! فسق عارم لا يبرره أو يخفف عن وطأته أي مبرر ، فهز الدرك الأسفل من الفسق.