(الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً)(٢).
إذا فلتشمل دعوة القرآن ملك السماوات والأرض ، ولتملك السماوات والأرض ، كما سوف تتحقق وتطبّق على العالمين أجمعين زمن القائم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
(وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) منذ الأزل ، قبل الزمان وبعد الزمان ـ إذا ـ فلن يتخذ ولدا حتى الأبد طول الزمان وبعده ، حيث اتخاذ الولد ليس إلّا لحاجة ، فإذ لم تكن قبل فلن تكون بعد.
(وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) لا ذاتا ولا اتخاذا ، فلن يكون ـ إذا ـ له شريك في الملك.
وكيف يتخذ ولدا ام له شريك في الملك (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) ما زعمتموه ولدا وسواه ، شريكا وسواه ، ولن يكون المخلوق الفقير الذات إلى خالقه ولدا له أو شريكا ، لا في الخلق إذ هو مخلوق ، ولا في تقدير الخلق فإنه هو الذي قدره تقديرا فهل المخلوق المقدّر يناحر الخالق المقدّر!
(لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) تختص به وتحصر حقيقة ملك الكون ككل دونما استثناء ، حصرا وملكا حقيقيين ، فلا ينتقل عنه إلى ولد يتخذه أو شريك يدّعى له ...
والملك الحقيقي يلازم الملك الحقيقي وهما لزام الملك الحق دون زوال ولا انتقال.
وترى «كل شيء» تشمل أفعال العباد بجوانح أم جوارح؟ وهذا جبر رافع للتكليف! قد يقال : لا ، حيث الأفعال غير الأشياء ، فإنها مواد الخلقة ، والأفعال صادرة عنها كمصادر تسييرا او تخييرا. وقد يؤيده «خلق»