مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ...) وأما الطواغيت فلا سبيل إلى قولتها هذه الكذب في يوم الصدق.
(ما كانَ يَنْبَغِي لَنا) وإنما هم ضل السبيل : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ قالَ سُبْحانَكَ ما يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ ما لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ. ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) (٥ : ١١٧).
(ما كانَ يَنْبَغِي لَنا ... وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ) متع الحياة الدنيا وزهرتها ، فالتهوا بها (حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ) المذكور في فطرهم ، والمعقول بعقولهم ، والجائي به رسلهم ، نسوه نسيان التغافل التناسي «وكانوا» قبله وبعده (قَوْماً بُوراً) هلكى عن إنسانيتهم ، مسامحين عما فطروا عليه وعقلوه وأرسل به إليهم ، إذا فهم في بور كما كانوا في الأولى بورا.
(فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلا نَصْراً وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً)(١٩).
فيا ويلاه أن المعبودين من دون الله يكذبوا عبدتهم في يوم الله (فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً) لهم عما يكذّبون (وَلا نَصْراً) لأنفسهم عليهم وعلى العذاب المحدق بهم (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ) في الأولى شركا وهو الظلم الكبير «نذقه» في الأخرى (عَذاباً كَبِيراً).
(وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً)(٢٠)