كذلك ، وكما هم بآياتهم غير الكتابية فتنة لهذا الرسول في قياس الناس : (قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ) (٦ : ١٢٤) (فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا لَوْ لا أُوتِيَ مِثْلَ ما أُوتِيَ مُوسى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِما أُوتِيَ مُوسى مِنْ قَبْلُ ...) (٢٨ : ٤٨).
«أتصبرون» على هذه الفتنة والامتحان أيها المفتتنون ، فالصبر في سبيل الله هو زادها إلى معادها ، صبرا للرسل على جهالات المرسل إليهم وتطاولاتهم وتخلفاتهم ، ودوائر السوء التي يتربصون بهم ، وصبرا للمؤمنين على أذى الكفار ، وصبرا للمرسل إليهم كافة على هذه الفتنة الملتوية الطائلة ، فالصبر مفتاح الفرج.
(وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً) بك وبسائر المرسلين وكافة المرسل إليهم ، فربك منحك من الصبر وزان سائر الصبر لسائر المرسلين ، فإن حملك أثقل ، وقومك أهبل ، فليكن صبرك قدر صبرهم كلهم (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
«بصيرا» بما أعطاكم من الفطر والعقول ، «بصيرا» بمن يصبر أو لا يصبر في كل الحقول «بصيرا» بالحكمة العالية في هذه الفتنة المتواصلة طول خط التكليف على خيوط الرسالات ، «بصيرا» بالبداية و «بصيرا» بالنهاية «أتصبرون»!
هذه فتنة ربانية متعالية تتطلب الصبر ، فويل لمن لا يصبر وكما يروى عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): «ويل للعالم من الجاهل وويل للسلطان من الرعية ، وويل للرعية من السلطان ، وويل للمالك من المملوك ، وويل للشديد من الضعيف ، وللضعيف من الشديد ، بعضهم