مهما اختلفت الدركات ، بترك مختلف البركات.
فالذي يعرف الرسول برسالته ، ثم لا يتخذ معه سبيلا إلى ربه ، هو الظالم بحق الرسول وسبيله ، وبحق نفسه في سبيلها فليعض على يديه ، متحسرا حسيرا ، ومتعثرا كسيرا.
ترى ذلك الرسول ، وقد عرفه ، أفلا تكفي معرفته سبيلا إلى ربه ، ليتخذ معه سبيلا ، ولا سبيل مسلوكة إلى الرب إلا الرسول بقرآنه المبين ، وبرهانه المكين؟ ثم وما هي تلك السبيل؟.
الرسول سبيل إلى الرب ، ولكن معرفة هذه السبيل تتطلب دخولا إلى مدينة علمه من بابها التي عرف بها ، حتى تكتمل المعرفة ، فتسلك ذلك السبيل دون تزعزع وتلكّؤ ، ولكيلا يضله فلان الخليل عن ذلك السبيل.
ولقد تواتر عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله : «انا مدينة العلم وعلي بابها» (١) «انا دار الحكمة
__________________
ـ واهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلا» (ذخائر العقبى ص ١٦) ـ وأخرجه مثله الحافظ الحسكاني في شواهد التنزيل ١ : ٥٧.
(١) يروى عن ١٤٣ مصدرا من أعلام الحديث كلهم من إخواننا السنة ، ولقد صححه جمع من الحفاظ وأعلام الحديث ، وممن صححه الحافظ ابو زكريا يحيى بن معين البغدادي المتوفى ٢٣٣ والطبري ٣١٠ في تهذيب الآثار ، والحاكم النيسابوري ٤٠٥ في المستدرك والخطيب البغدادي ٤٦٣ والحافظ ابو محمد الحسن السمرقندي ٤٩١ في بحر الأسانيد ، ومجد الدين الفيروزآبادي ٨١٦ في النقد الصحيح والحافظ جلال الدين السيوطي ٩١١ في جمع الجوامع والسيد محمد البخاري في تذكرة الأبرار ، والأمير محمد اليماني الصنعاني ١١٨٢ في الروضة الندية ، والمولى حسن الزمان عده من المشهور المستحسن ، وابو سالم محمد بن طلحة القرشي ٦٥٢ ، وابو المظفر سيف بن قزاوغلي ـ