بِآياتِنا) (١٧ : ٩٨) (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلى وُجُوهِهِمْ) (٥٤ : ٤٨).
حشرا على وجوههم في سحب النار ، لأنهم مشوا يوم الدنيا مكبين على وجوههم إخلادا إلى حياتها : (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٦٧ : ٢٢).
وتراهم (أُوْلئِكَ شَرٌّ مَكاناً) ممن؟ (وَأَضَلُّ سَبِيلاً) ممن هم؟ قد تشير «شر وأضل» هنا ، أنهم قالوا عن الرسول أنه شرّير ضلّيل ، فهنا في مجاراة التهكّم هم (شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً) فهما في الحق منسلخان عن التفضيل ، وفي حوار المجاراة ، وتنازل المحاكاة تفضيل ، ويكفيهم ـ إذا كان هناك شر وضلال ، أنهم هنالك (شَرٌّ مَكاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً)!
(وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَجَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً (٣٥) فَقُلْنَا اذْهَبا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً)(٣٦).
هنا يتقدم إيتاء الكتاب : التوراة ، على الإرسال ، وهو متأخر عنه وعن غرق فرعون بجنوده؟ لأن الكتاب هو محور الرسالة والرسول داعية له!.
وفي (جَعَلْنا مَعَهُ أَخاهُ هارُونَ وَزِيراً) تلميحة لطيفة للمعني من «سبيلا» في (يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) أنه وزيره علي (عليه السلام) كما هارون مع موسى ، و
قد يروى عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) متواترا : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».
(فَقُلْنَا اذْهَبا ...) دليل على عدم اختصاص رسالته ببني إسرائيل ، بل والقبط المشركين المستكبرين أيضا (فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً).
«وآياتنا» هنا تعم الآيات الموسوية التسع وسائر الآيات آفاقية