شيء ، (١) فانه راحة لصاحب الراحة ولمن يخرج لهم من بين أصابعه.
٦ ـ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) وهذا هو التوحيد فكيف تأخر عن لزاماته؟ علّه خالص التوحيد ، تخلّصا عن الرئاء والسمعة في الإنفاق وفي سائر العبادة ، فالتوحيد هو الأساس ل (عِبادُ الرَّحْمنِ) وهو مفرق الطريق بين كل صالح وطالح ، عقيدة وعملا وإيمانا.
٧ ـ (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) وهذا مفرق الطريق بين الحياة الآمنة المطمئنة ، التي تحترم الحق ، والنفوس المحرمة المحترمة ، وحياة الفوضى التي لا أمن فيها ولا فلاح.
٨ ـ (وَلا يَزْنُونَ) ومن عضالة هذه الفاحشة الكبيرة قرنها بقتل النفس وبالإشراك بالله (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً).
و «ذلك» هنا هو المحرمات الرئيسية الثلاث : «الإشراك بالله ـ قتل النفس ـ الزنا» (٢) والأثام هو وبال الأمر ، (يَلْقَ أَثاماً) يوم الدنيا قليلا وفي الأخرى كثيرا ، وبذلك يفسر (يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) فإنها
__________________
(١) تفسير البرهان ٣ : ١٧٣ ـ الكليني بسنده المتصل عن عبد الملك بن عمرو الأحول قال : تلا ابو عبد الله (عليه السلام) هذه الآية «آية القوام» فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده فقال : هذا الإقتار الذي ذكره الله في كتابه ثم قبض قبضة اخرى فأرخى كفه كلها ثم قال : هذا الإسراف ، ثم قبض قبضة اخرى فأرخى بعضها وقال : هذا القوام.
(٢) الدر المنثور ٥ : ٧٨ ـ اخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اي الأعمال أفضل ... وسألته أي الذنب أعظم عند الله؟ قال : الشرك بالله قلت ثم أي قال : ان تقتل ولدك ان يطعم معك فما لبثنا إلّا يسيرا حتى انزل الله (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ ...).