ايّا كان ـ «لزاما» لكم لا يفارقكم ، وهو منذ الآن لزام ، ولكنه غير ظاهر إلّا لأهله ، أو أنه قد ينفصل بتوبة ودعاء ، ولكنه منذ الموت حتى القيامة وفيها لزام لكم دون فراق.
وفي الحق إنّ معرفة الرب بالغنى المطلقة وهو يدعونا للدعاء : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) ومعرفة النفس بالفاقة المطلقة ، لزامهما الدعاء عبادة ودعاء ، فتارك الدعاء مكذّب بفاقته بجنب الله ، ومكذب بوعده الاستجابة في الدعاء ، ومكذب بغناه تعالى ، فهو ـ إذا ـ يعيش ثالوث التكذيب بجنب الله (فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً).