(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (٢ : ٣٠٨).
إذن فدخول المؤمنين كافة في السلم كافة يتطلب ترك المتابعة لخطوات الشيطان ، ولكي تسلم الجماعة المؤمنة عن اللّاأمن والزعزعة في كافة الحقول الحيوية الفردية والجماعية ، أمنا اقتصاديا وفي أعراضهم وعقائدهم وسياساتهم وثقافاتهم أمّاذا؟
هنا من خطوات الشيطان التسمّع إلى كل قوّال غير مبال بما قال او قيل فيه ، أم إلى كل مقال دون نظرة إلى صالحه وطالحه (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ) (٨ : ٢٤) ومنه ما يسمعه ، أهو زقوم للروح أم شفاء؟ ومن ثم خطوة إلى تقبّلها وإن كان الظن السوء بمن قيل فيه أماذا؟ وخطوة ثالثة إلى تنقلها إشاعة بين الجماهير ، حتى إذا أخذت موقفها فيهم وتمكنت ـ كأنها حق ـ بينهم ، استهانوا في واقعها فاقترفوها وهو منهم ، وهذه هي الرابعة من خطواته ، حيث يمشي بأتباعه ولا يرضى منها إلّا هيه ، أم إلى ثالثة او ثانية ولا أقل من الأولى فإنها مدقّة باب الفحشاء والمنكر (فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ) مهما كانت خطواته الأولى سيئة صغيرة لا تحذر.
قد يركّز الشيطان خطواته على إنسان يستعد أن يخطوها فإلى الفحشاء والمنكر ، وقد يقتسمها بين أناسيّ ، ليس كل ليخطوها كلّا ، فيحمّل على إنسان أوّل ليتسمع إلى قولة ، ويحمل على ثان ليأخذ عنه تلك القولة الآفكة ، ويحمّل على ثالث أن يذيعها ، ويحمّل على رابع ليقترفها تدليلا على مهانتها وإلى سائر الخطوات.
(وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) تأييدا للمؤمنين وتنديدا بالآفكين ، وتشديدا في شرعته بتهديد وتحديد القاذفين أمّن ذا (ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً) فمن مقترف للفحشاء والمنكر ، أم مساعد لهما بإشاعة الفاحشة ، ومن بريء كأول العابدين تتناقل الألسن الإفك على بيته الطاهر ، إذا فما