ثم نزلت في المدينة ثانية ، أم فسرت فيها بالحقين وأضرابهما ، ام هي مدنية ولا تنافيها مكية السورة ككلّ ، وأمثالها غير قليل.
__________________
ـ فاطمة عليها السلام المسجد وطافت بقبر أبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهي تبكي وتقول :
انا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
واختل قومك فاشهدهم ولا تغب |
قد كان بعدك انباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
قد كان جبريل بالآيات يونسنا |
|
فغاب عنا فكل الخير محتجب |
وكنت بدرا منيرا يستضاء به |
|
عليك تنزل من ذي العزة الكتب |
تهضمتنا رجال واستخف بنا |
|
إذ غبت عنا فنحن اليوم مغتصب |
وكل اهل له قربى ومنزلة |
|
عند الإله على الأدنين مقترب |
أبدت رجال لنا نجوى صدورهم |
|
لما مضيت وحالت دونك الترب |
فقد رزينا بما لم يرزه أحد |
|
من البرية لا عجم ولا عرب |
فقد رزئنا به محضا خليقته |
|
صافي الضرائب والأعراق والنسب |
فأنت خير عباد الله كلهم |
|
صافي الضرائب والأعراق والنسب |
سيعلم المتولي الظلم حامتنا |
|
يوم القيامة أنى كيف ينقلب |
قال : فرجع ابو بكر الى منزله وبعث الى عمر فدعاه ثم قال : اما رأيت مجلس عليّ بنا اليوم؟ والله لئن قعد مقعدا مثله ليفسدن علينا أمرنا فما الرأي؟ قال عمر : الرأي ان نأمر بقتله ، قال : فمن يقتله؟ قال : خالد بن الوليد ، فبعثا الى خالد فأتاهما فقالا : نريد ان نحملك على امر عظيم ، قال : احملاني على ما شئتما ولو قتل علي بن أبي طالب قالا : فهو ذاك ، قال خالد : متى اقتله؟ قال ابو بكر : إذا حضر المسجد فقم بجنبه في الصلاة فإذا انا سلمت فقم اليه فاضرب عنقه ، قال : نعم ، فسمعت اسماء بنت عميس ذلك وكانت تحت أبي بكر فقالت لجاريتها : اذهبي الى منزل علي وفاطمة فاقرئيهما السلام وقولي لعلي (عليه السلام) : ان الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين. فجاءت الجارية إليهما فقالت لعلي (عليه السلام) إن اسماء بنت عميس تقرأ عليكما السلام وتقول لك : (إِنَّ الْمَلَأَ ....) فقال علي (عليه السلام) : ان الله يحول ـ