معناها : الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار عافية لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزود منها ، مسجد أنبياء الله ومهبط وحيه ، ومصلى ملائكته ، ومتجر أولياءه ، اكتسبوا فيها الرحمة ، وربحوا فيها الجنة ، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها ، ونادت بفراقها ، ونعت نفسها فشوقت بسرورها الى السرور ، وببلاءها الى البلاء ، تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا ، فيا ايها الذام للدنيا والمغتر بتغريرها متى غرتك؟ أبمصارع آباءك في البلى ، ام بمصارع أمهاتك تحت الثرى ، كم عللت بكفيك ومرضت بيديك تبتغي لهم الشفاء ، وتستوصف لهم الأطباء ، وتلتمس لهم الدواء ، لم تنفعهم بطلبك ، ولم تشفعهم بشفاعتك ، مثّلت لهم الدنيا مصرعك ومضجعك حيث لا ينفعك بكاءك ، ولا يغني عنك احباءك» (١).
وعن علي بن الحسين عليما السلام «حب الدنيا رأس كل خطيئة والدنيا دنيا آن : دنيا بلاغ ودنيا ملعونة».
(إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ٣٤.
عرض لشطر من اختصاصات العلم والقدرة الربوبية دون اختصاص بها علما وقدرة ، ف (يُنَزِّلُ الْغَيْثَ) نموذج من خاصة القدرة ، والأربعة الأخرى نماذج من خاصة العلم.
فليست الآية لتحصر اختصاصات العلم والقدرة بهذه الخمس وهناك
__________________
(١) المصدر عن ارشاد المفيد من كلام امير المؤمنين (عليه السلام) لرجل سمعه يذم الدنيا ...