عن شرعة في البعض من الطقوس الظاهرية ، حلقات متصلة من الوحي ، موصولة الهدى إلى الله ، والله اعلم حيث يجعل رسالته.
«وكذلك» البعيدة المدى ، الشاملة الهدى ، الصادرة الردى (أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ) يا رسول الهدى ، الكتاب الذي يحلّق وحيه على كل كتاب وزيادة ، مشابها وحيه وحيها وزيادة (فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) هم بطبيعة الحال ، ونتيجة الاطلاع على وحي الكتاب والبشارات المودعة فيه بحق هذا الكتاب ونبيّه «يؤمنون به» حيث الملامح نفس الملامح والمسارح والمصارح نفس المسارح والمصارح ، مهما تعنت عنه جماعة متعندة! وبإشراقة أقوى وإناقة أندى وأبدى ، ثم (وَمِنْ هؤُلاءِ) المشركين البعيدين عن وحي الكتاب (مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ) حيث الكتاب بنفسه برهان لا مرد له أنه من الله ، مهما كانت الخبرة السابقة بوحي الكتاب تزيد برهانا مشيا على برهانه الأصيل (وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا) كتابا ورسولا وحجة أخرى للرسالة غير الكتاب «إلّا الكافرون» الذين عميت بصائرهم وأغلقت أبواب قلوبهم ، فتجاهلوا عن آيات الله البينات التي هي كالنار على المنار وكالشمس في رابعة النهار.
ومما يقرّب الفريقين إلى الايمان به ، شاهدا ممن أرسل به اضافة إلى آية الكتاب :
(وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ) ٤٨.
هنا «من كتاب» تستأصل كل كتاب سماوي أو أرضي (وَما كُنْتَ) تستأصل كيانه كرسول القرآن ان يتلو من قبله من كتاب ، لا أنه ما تلاه وهو قادر على تلاوته تقية مصلحية الحفاظ على وحي القرآن ، فان «ما كنت» تحيل عليه كل تلاوة وكتابة لأي كتاب قبل القرآن إحالة تكوينية وتشريعية ، فلم يكن يستطيع أية تلاوة قبله ، ولا كانت مسموحة له لو استطاعها.